تحليل سعر الذهب 2025: لماذا قفزت الأسعار إلى مستويات قياسية؟ وهل يستمر الصعود؟

تم التحديث في
coverImg
المصدر: DepositPhotos

منذ فجر التاريخ وقد حُفر في وعي الأفراد أن سعر الذهب اليوم لا شك أنه أقل كثيرا من سعره في المستقبل، وهذه الحقيقة هي ما ساعد الذهب على أن يظل محتفظا بمكانته في النظام المالي العالمي، ليس فقط لكونه معدنا نفيسا يُزين المجوهرات ويُستخدم في الصناعات، بل كأداة للادخار وحفظ الثروة.


ولطالما عاد الذهب إلى الواجهة كملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون في كل أزمة اقتصادية أو عسكرية أو اضطراب في الأسواق المالية، لتأمين ثرواتهم من تقلبات العملات وتذبذبات أسعار الأصول المالية الأخرى، وهو ما يظهر جليا في الاهتمام الكبير من جانب المستثمرين بتوقعات سعر الذهب اليوم.


وقد أثبت الذهب مجددا خلال السنوات الأخيرة تلك الحقيقة، حيث شهدت أسعار الذهب ارتفاعا كبيرا خلال السنوات الثلاثة الأخيرة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية وصعود مستويات التضخم العالمي لمستويات مرتفعة، وأيضا خلال جائحة كورونا 2020 كان اللجوء التحوطي للذهب سلوك شائع بين المستثمرين.


لكن العام الحالي 2025 تحديدا شهد أداءً استثنائيا للذهب لم يشهده ربما منذ أكثر من 50 عاما، فمنذ بداية العام الحالي شهدت أسعار الذهب صعودا بأكثر من 47%، وفاقت عائدات الذهب عائدات أبرز الأصول المالية العالمية، وهو ما يطرح سؤالا محوريا وهو: ما أسباب الصعود القوي للذهب خلال 2025؟ وهل سيتواصل هذا الصعود خلال الفترة المقبلة؟

تحليل الذهب.. ما السر وراء 2025؟

منذ بداية العام 2025 وقد شهد سعر الذهب صعودا صاروخيا، وبتحليل الذهب نجد أن هناك عوامل مختلفة عززت هذا الأداء. ووفقا لما يظهره مخطط الأسعار على موقع "Trading View" فقد افتتحت تداولات الذهب في بداية العام عند 2,623.82 دولار للأوقية، حيث تتابع ارتفاع الذهب خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام، ثم شهد استقرارا نسبيا خلال مايو ويونيو ويوليو، ليعاود القفز مجددا خلال أغسطس وسبتمبر.


وكانت هناك مجموعة من الأسباب الاقتصادية والسياسية والجيوسياسية التي وقفت وراء هذا الصعود الكبير، فمن فرض الرئيس الأمريكي للتعريفات الجمركية العالية إلى المواجهات العسكرية في الشرق الأوسط ومرورا ببدء دورة التيسير النقدي للفيدرالي الأمريكي، وهي الأمور التي سنستعرضها خلال المقالة.


أبرز المحطات المؤثرة في سعر الذهب:

1. فرض الرسوم الجمركية الأمريكية

أثارت السياسية التجارية الأمريكية التي اتبعها ترامب من بداية العام مخاوف المستثمرين (والتي شهدت ذروتها في 12 أبريل الذي سماه يوم التحرير) حيث فرض رسوم جمركية كبيرة على البضائع الواردة من كافة الدول، مما دفع المستثمرين والمؤسسات والأفراد للالتجاء إلى الذهب كملاذ آمن وهو ما انعكس في سعر الذهب اليوم ومستوياته المرتفعة.


2. خفض الفائدة الأمريكية

منذ بداية العام، كان من أبرز الأسباب الداعمة للنظرة المتفائلة في تحليل الذهب أن الفيدرالي الأمريكي اقترب من استئناف خفض الفائدة الأمريكية من جديد بسبب ضعف أداء سوق العمل الأمريكية والنشاط التصنيعي والخدمي. صحيح أن هذه التوقعات تراجعت بعض الشيء خلال مايو ويونيو ويوليو بسبب المخاوف من أن تسبب الرسوم الجمركية قفزة كبيرة في معدلات التضخم، إلا أن تلك المخاوف قد تراجعت كثيرا بسبب قرارات ترامب التي خفض فيها بعض الرسوم الجمركية.


وقد تأكدت تلك التوقعات حين اتخذ الفيدرالي الأمريكي قراره في 17 سبتمبر بخفض الفائدة الأمريكية من 4.5% إلى 4.25% (كما يظهر في بيانات موقع Trading Economics) حيث قفز سعر الذهب في هذا الشهر بنحو 22.9%.


3. المواجهات العسكرية في الشرق الأوسط

شهدت توقعات سعر الذهب دعما كبيرا من تصاعد حدة المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران وسط مخاوف الأسواق العالمية من أن يؤدي ذلك إلى وقف عملية الملاحة في مضيق هرمز الذي يعتبر شريان نفطي رئيسي للعالم إضافة إلى حركة الملاحة في البحر الأحمر على وجه العموم. حيث تصاعدت حدة تلك المواجهات في 13 يونيو حين وجهت إسرائيل وأمريكا ضربات عسكرية إلى المنشآت النفطية الإيرانية تبعها رد عسكري إيراني بضربات صاروخية على إسرائيل وعلى قواعد عسكرية أمريكية في المنطقة.

 

4. الإغلاق الحكومي الأمريكي

من بين العوامل التي تقف وراء المستويات المرتفعة لسعر الذهب اليوم؛ فشل طرفي الكونجرس الأمريكي -الجمهوريون والديمقراطيون- في التوصل لاتفاق حول تمديد قانون الاستمرارية (CR) حيث انتهى العمل بهذا القانون في 30 سبتمبر الماضي.


 وكان من المنتظر أن يتم تجديد العمل بهذا القانون بحيث تتمكن الحكومة الفيدرالية من سد احتياجاتها المالية، غير أن الكونجرس فشل في التوصل لهذا القرار مما تسبب في إغلاق حكومي جزئي قد تمتد فترة ويتسع نطاقه مما سيكون له أثر كبير على النشاط الاقتصادي الأمريكي وأيضا على استمرارية إصدار البيانات الاقتصادية الأمريكية، وهو ما يضفي حالة من الضبابية على أداء الاقتصاد الأمريكي ومن ثم يكون دافعا قويا لصعود توقعات سعر الذهب.

سعر الذهب ومؤشر الدولار الأمريكي

في الأسواق المالية تقاس قوة وضعف الدولار الأمريكي من خلال مؤشر الدولار الأمريكي -الذي يقيس أداء الدولار أمام سلة من العملات الأجنبية الرئيسية- فوفقًا لمخطط أسعار "Trading View" تراجع مؤشر الدولار "DXY" بشكل متتالي منذ بداية 2025 ليبلغ إجمالي تراجعه حتى الآن نحو 8.9% ليستقر عند 98.85 نقطة.


تحليل الذهب مقابل الدولار يُظهر علاقة عكسية بين أداء الدولار الأمريكي وسعر الذهب، فنظرا لكون الدولار الأمريكي ملاذا آمنا (اعتمادا على القوة الاقتصادية لأمريكا والقبول الدولي الواسع للدولار الأمريكي) فإن سندات الخزانة الأمريكية تعتبر وعاء ادخاري آمن، ولكن العلاقة العكسية بينهم تأتي أولا من كونهما بدائل استثمارية، والسبب الثاني أن الدولار يرتبط العائد عليه بسعر الفائدة الأمريكية.


فعندما ترتفع أسعار الفائدة يصير الاستثمار في الدولار الأمريكي أو سندات الخزانة الأمريكية أكثر جذبا، أما عندما ينخفض معدل الفائدة على الدولار أو على سندات الخزانة فإن سعر الذهب يتصدر المشهد على حساب الدولار.


أسعار الفائدة

استثمار الذهب

استثمار الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية

ارتفاع

انخفاض الجاذبية

ارتفاع الجاذبية

انخفاض

ارتفاع الجاذبية

انخفاض الجاذبية

التضخم يدعم توقعات سعر الذهب

مع بداية العام الجاري اتجهت غالبية توقعات المؤسسات الدولية لأن يستمر التضخم عند مستويات مرتفعة نسبيا بسبب سياسات الحمائية التجارية التي اتبعها ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات. فبالمقارنة مع المتوسط التاريخي لمعدل التضخم العالمي، نجد أن معدلات التضخم العالمية استقرت حول 3% إلى 2%، في حين أن المعدلات التي يتوقعها صندوق النقد الدولي للتضخم العالمي في 2025 تصل إلى 4.2%.

 وقد عززت التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر من توقعات استمرار التضخم عند مستوى مرتفع حيث تصاعدت مخاوف حدوث تعطل كبير في سلاسل التوريد العالمية، معيدة للأذهان الظروف التي شهدتها سلاسل التوريد أثناء إغلاقات جائحة كورونا، كما كان للتغيرات المناخية الجذرية دورا محوريا أيضا في دعم توقعات استمرار التضخم العالمي عند مستويات مرتفعة، وهو ما دفع خبراء تحليل الذهب للميل إلى توقعات الصعود.

البنوك المركزية والمؤسسات تشعل سعر الذهب

عند تحليل سعر الذهب اليوم، يجب النظر بأهمية إلى عوامل الطلب الجوهرية على الذهب، مثل طلب المؤسسات المالية وصناديق الاستثمار وطلب البنوك المركزية والأفراد. ووفقا لتقرير مجلس الذهب العالمي الأخير، فقد كان الذهب من أفضل الأصول المالية أداء خلال النصف الأول من العام 2025، حيث ارتفع بنحو 26% وقد ترافق ذلك مع ارتفاع أحجام تداول الذهب لمستوى قياسي لتصل أحجام التداول إلى 329 مليار دولار يوميا.


ومما أشعل أيضا سعر الذهب؛ الطلب القوي من جانب صناديق الذهب المتداولة التي ارتفعت حيازتها من الذهب بنسبة 41% لتصل إلى 383 مليار دولار، إضافة إلى أن البنوك المركزية واصلت اتجاه الشراء وزيادة حيازة الذهب ورفع نسبته من مكون الاحتياطي النقدي الدولي بهدف التحوط ضد الصدمات الخارجية.

تطورات جيو سياسية هامة لتوقعات سعر الذهب

خلال الأيام الماضية شهدت العوامل الجيوسياسية المؤثرة في توقعات سعر الذهب تطورات هامة، ففي جانب الحرب الروسية الأوكرانية تصاعدت الهجمات الروسية على البنية التحتية الأوكرانية بما فيها منشآت الطاقة ومحطات حرارية، وفي المقابل نفذت أوكرانيا ضربات بصواريخ ومسيرات ضد مصانع ذخيرة ومنشآت طاقة طاقة روسية هامة، على إثر ذلك حذرت روسيا من أن نطاق الحرب قد يتوسع في أوروبا إذا تم تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى.

وعلى جانب آخر، فقد شهدت منطقة الشرق الأوسط تطور جوهري هام على الصعيد الجيوسياسي، حيث تم إبرام صفقة لوقف إطلاق النار في غزة بعد عامين من استمرار الحرب وتوسع آثارها التي طالت البحر الأحمر وقطر وإيران والعراق ولبنان واليمن.

وأما التطور الثالث الهام، فهو قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتهديد من جديد بفرض رسوم جمركية إضافية على السلع الصينية بنسبة 100% بداية من 1 نوفمبر المقبل، في إطار الرد على فرض قيود صينية جديدة على تصدير المعادن، كما هدد أيضا بفرض ضوابط على تصدير على البرمجيات والتقنيات المتقدمة إلى الصين، وهو ما يعتبر تطور كبير يهدد انسيابية التجارة الدولية بين أكبر كتلتين تجاريتين في العالم.

وقد انعكست هذه التطورات الجوهرية الهامة -سواء في الحرب الأوكرانية أو في غزة أو تصاعد التوترات بين أمريكا والصين -على تحليل الذهب، فاثنين من هذه التطورات كان لهما أثر محفز لصعود الذهب (أي تهديدات روسيا بتوسيع نطاق الحرب وتهديدات ترامب للصين) في حين كان للعامل الآخر أثرا ضاغطا على سعر الذهب للهبوط (وهو توقف الحرب في غزة) وهو ما أدى في المحصلة  إلى ما شهدناه من حركة عرضية لسعر الذهب خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.

توقعات سعر الذهب في الأشهر المقبلة

النظرة الأساسية

1. السيناريو الأول: الاستقرار

في هذا السيناريو نفترض أن الظروف الاقتصادية والجيوسياسية العالمية في مجملها ستظل على ما هي عليه، بدون ارتفاع لحدة المخاطر أو تراجع، أي استمرار ضعف النمو الاقتصادي العالمي واستمرار التضخم العالمي حول مستويات 4% إلى 6%.


في هذا السيناريو أيضا يُتوقع أن تتوافق خطوات الفيدرالي الأمريكي في خفض الفائدة مع توقعات السوق، أي أن يخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إضافية في أكتوبر و25 نقطة أخرى في ديسمبر ليستقر سعر الفائدة عند 3.75%، وأن يستمر الإغلاق الحكومي الأمريكي فقط لعدة أيام لا تتجاوز الأسبوع حتى يتم حل أزمة التمويل الفيدرالي.

وبناء على تلك الافتراضات قد تشهد حركة أسعار الذهب تحركا عرضيا في مستويات ما بين 3,600 إلى 3,500 دولار للأوقية وهو ما يعني تحقيق الذهب عائد سنوي خلال 2025 بنسبة 34% تقريبا.



2. السيناريو الثاني: الاشتعال

هذا السيناريو في مجمله هو الأرجح نظرا لتطورات الوضع الراهن على الجانب الاقتصادي والجيوسياسي، في هذا السيناريو قد نشهد حدوث ركود تضخمي في الاقتصاد العالمي (أي تباطؤ النشاط الاقتصادي بالتزامن مع ارتفاع التضخم) وهو السيناريو الذي حذر منه بالفعل رئيس الفيدرالي الأمريكي "جيروم بأول" خلال خطابه الأخير.


في الحقيقة فإن هذا التوقع له ما يبرره، فبالنظر إلى أداء مؤشر التضخم الأمريكي السنوي وفقا للبيانات المنشورة في موقع (Forex Factory) فإن التضخم الأمريكي عاد لاتخاذ منحنى صعودي ليصل إلى 2.9% مما يضع الفيدرالي الأمريكي أمام اختيار صعب بين خفض الفائدة لتجنب الانزلاق في ركود وبين تجنب الدخول في مسار تضخمي متصاعد، خاصة في ظل ضغوطات الرئيس الأمريكي ترامب الهادفة لدفع الفيدرالي لخفض الفائدة.


هناك أزمة أخرى تعقد هذا المشهد تتعلق بالإغلاق الحكومي الأمريكي الذي بدء في 1 أكتوبر والذي يهدد بتوقف العديد من الأنشطة الاقتصادية والبرامج الاجتماعية الحكومية مما قد ينعكس بصورة واضحة على النشاط الاقتصاد الأمريكي في حال استمر هذا الإغلاق لمدة تصل إلى الشهر أو تتجاوزه.


يضاف إلى ذلك وجود مخاوف حقيقية بأن يسبب هذا الإغلاق تأخير نشر البيانات الاقتصادية الأمريكي وهو ما يعتبر ضربة كبيرة لثقة المستثمرين في أداء الاقتصاد الأمريكي من جانب وسيضع الفيدرالي أمام مشهد ضبابي سيعقد عليه مهمة قرار الفائدة في اجتماع 29 أكتوبر الجاري، إضافة إلى عودة تصاعد التوترات التجارية بين الصين وأمريكا مؤخرا.


هذا بخصوص الأوضاع الاقتصادية البحتة، أما فيما يتعلق بالظروف الجيوسياسية فهناك تصعيد واضح للمواجهة بين أوروبا وأمريكا من جانب وبين روسيا من جانب آخر، كما أن مخاوف نشوب مواجهة أكبر بين إسرائيل وإيران آخذه في التصاعد حتى رغم توقف الحرب في غزة، بما قد يتبعها من حالة واسعة من عدم الاستقرار في سلاسل التوريد البحرية والتجارة العالمية.

في الصورة الأكثر تطرفا من هذا السيناريو يتجه تحليل سعر الذهب لتوقع تحقيق كسر مؤكد لمستوى الـ 4,000 دولار للأوقية، وإنهاء التداول خلال العام 2025 حول مستويات 4,400 دولار. أما في الصورة الأكثر اعتدالا والتي تفترض أن الإغلاق الحكومي قد لا يستمر لفترة أطول من أسبوع أو أسبوعين وعدم نشوب مواجهة عسكرية واسعة النطاق في الشرق الأوسط (مع بقاء باقي التوقعات كما هي) فإن توقعات سعر الذهب في هذه الحالة تشير إلى إمكانية إنهاء العام حول مستويات 4100 دولار بما يعني تحقيق عائد سنوي يصل إلى 56%.



النظرة الفنية

عند تحليل الذهب من النظرة الفنية نجد أن الذهب يسير في اتجاه صاعد قوي منذ منتصف عام 2024 تقريبا، حيث ظل يحقق إغلاقات مستمرة أعلى من المتوسط المتحرك 100، ومؤخرا استطاع بالفعل أن يخترق مستويات مقاومة قوية مثل 3700 و 3800 دولار.


خلال أيام التداول الثلاثة الأخيرة، لوحظ أن السعر واجه مقاومة قوية عند مستويات 4050 وهو ذاته الحد العلوي لمؤشر "بولينجر باند" مما قد يشير إلى مرحلة تصحيح وشيك.


17605098735901

(مصدر الصورة: Investing.com)


الآن من خلال الرسم البياني لمخطط تحليل سعر الذهب يمكننا رؤية مقاومة قوية عند 4050 متمثلة في الحد العلوي لمؤشر بولينجر باند، وأدناها مقاومة نفسية قوية أيضا عند مستوى 4000، ومستوى دعم أول عند 3900 يليه مستوى دعم 3819 ثمل مستوى دعم جوهري يتمثل في 3700 دولار، وهو المستوى الذي سيعد كسره بمثابة إشارة على تصحيح أعمق قد يمتد لفترة أطول.


على جانب مؤشر الزخم MACD نرى أن الإشارات لازالت إيجابية، إذ لا يزال مؤشر "macd line" أعلى من خط الإشارة "Signal line". ولكن مقابل ذلك نرى أن مخطط "الهيستوجرام" بالأسفل بدأ في الاتجاه للتباطؤ مما يشير إلى ضعف شرائي قد يكون دلالة على تصحيح قادم.


إذن، عند جمع دلالة ملامسة السعر للحد العلوي للبولينجر باند مع تباطؤ مؤشر MACD نخرج بتوقع قوي بأن يشهد سعر الذهب تصحيحا قريبا قد يستمر إلى مستويات 3820 دولار.

ومن خلال ذلك نستطيع الخروج بسيناريوهات فنية محتملة:

📌 السيناريو الأول (الأكثر ترجيحا)

 في هذا السيناريو قد يشهد سعر الذهب تصحيحا فنيا خلال أكتوبر نحو نطاق 3820 إلى 3900 ثم العودة لتجميع الزخم، وأن يعاود السعر الصعود تدريجيا من جديد خلال نوفمبر وديسمبر باتجاه المستويات 4100 إلى 4200 دولار.


📌 السيناريو البديل (الأقل احتمالا)

 في هذا السيناريو قد نرى تصحيحا أعمق في حال كسر مستوى 3820 بحيث يمتد هذا التصحيح إلى مستويات 3700 دولار، ومن ثم سيبقى في هذا السيناريو الاتجاه العام صاعد ولكن بديناميكية أبطئ.

إذن بشكل مجمل ففي السيناريو المرجح يمكن تحديد توقعات سعر الذهب في أكتوبر ونوفمبر وديسمبر في هذه المستويات:

  • أكتوبر 3820 إلى 3900

  • نوفمبر 3900 إلى 4100

  • ديسمبر 4100 إلى 4200

استراتيجيات تداول الذهب

تختلف استراتيجيات تداول الذهب بين التداول طويل المدى والتداول قصير المدى ولكل منهما طرقه وأهدافه.

استراتيجية التداول طويل المدى

استراتيجية التداول طويل المدى يستهدف الاستفادة من ارتفاع سعر الذهب على نطاق زمني يتجاوز العام، فمثلا يشتري كمية محددة من الذهب في يناير 2025 ويحتفظ بها لمدة تتخطي يناير 2026.


والمتداول طويل المدى يكون هدفه الأساسي هو حفظ قيمة المدخرات لفترة زمنية طويلة وهو ما يسمى"التحوط ضد التضخم". ولا يعني ذلك أن المتداولين طويلي المدى يكونوا أفراد فقط، بل إن المؤسسات هي المكون الأبرز في التداول طويل المدى، فمثلا البنوك المركزية تقوم بحيازة الذهب للتحوط ضد التقلبات الاقتصادية وتقلبات أسعار الصرف وكذلك البنوك التجارية، كما يحتفظ مديري محافظ الاستثمار بجزء من المحفظة الاستثمارية في شكل ذهب كعنصر تحوطي للمحفظة الاستثمارية.


استراتيجية التداول قصير المدى

أما استراتيجية التداول قصير المدى فتتمثل في بيع وشراء الذهب عدة مرات خلال فترة تقل عن العام وقد تقل هذه الفترة لتصبح مضاربة على سعر الذهب اليوم فقط. ولكن هذه الاستراتيجية تتطلب أن يكون المتداول أو المستثمر على اطلاع دائم بحركة وتوقعات سعر الذهب.


ويجب أن يكون مستثمر هذه الاستراتيجية على درجة جيدة من إتقان أدوات تحليل الذهب سواء الفنية أو الأساسية، لأنه على المدى القصير -وخاصة في الفترات التي تشهد عدم استقرار كبير مثل الوقت الراهن- يتقلب سعر الذهب بشكل كبير بناء على المعطيات والمستجدات الفنية والأساسية. ولذا يجب إتقان تلك الأدوات من أجل تحديد نقاط الدخول والخروج من السوق بكفاءة.

ويمكن للمستثمر أن يشتري الذهب بدون الحاجة لحيازته بشكل مادي، حيث يمكنه الاستثمار في أحد صناديق تداول الذهب عن طريق شراء وحدات في الصندوق، أو يمكنه أيضا أن يشتري أسهم في شركة تعمل في مجال تعدين الذهب أو تجارة الذهب.


إضافة إلى ذلك فإنه بإمكان المستثمر أو المتداول الاستفادة من تحركات سعر الذهب اليوم بدون الحاجة لشراء الذهب بشكل فعلي، وهو ما يسمى تداول "العقود مقابل الفروقات CFDs"حيث تمثل هذه العقود مضاربة أو مراهنة على ارتفاع وانخفاض سعر الذهب، ومع كونها يمكن تحقيق أرباح قوية من خلالها إلا أنها تنطوي على مخاطرة كبيرة مما يتطلب قدر كبير من الوعي الاستثماري والمهارة في استخدام أدوات التحليل الفني وإدارة المحافظ الاستثمارية.


ولكي تكون تجربة تداول العقود مقابل الفروقات ناجحة وآمنة فإنه من الضروري أن يختار المتداول وسيط تداول ذو سمعة كبيرة واحترافية عالية مثل شركة Midtrade إذ أنها شركة  ذات خبرة كبيرة في مجال الوساطة المالية، حاصلة على جائزة أفضل وسيط تداول للفوركس في إستراليا وكذلك جائزة الوسيط الأكثر اعتمادية في أوروبا وجائزة أفضل منصة تداول في استراليا. إضافةً إلى ذلك، فهي شركة حاصلة على الترخيص المالي الاسترالي، ومرخصة لدى هيئة الأوراق المالية القبرصية، كما تحمل تراخيص جزر كايمان وكذلك التراخيص المالية في موريشيوس.


📌مثال على تداول الذهب من خلال عقود الفروقات

لنفترض أنك قمت بإيداع 1,000 دولار كهامش واستخدمت رافعة مالية 1:100، وبذلك تمكنت من فتح صفقة على الذهب بقيمة إجمالية تعادل 100,000 دولار. يمكنك الآن أن تفتح مركز شراء إذا توقعت أن سعر الذهب سيرتفع، أو مركز بيع إذا توقعت أنه سينخفض.

إذا كان سعر الذهب عند 3,700 دولار للأونصة وارتفع إلى 3,710 دولار، فأنت تحقق ربحًا قدره 1,000 دولار من مركز شراء.

أما إذا انخفض السعر إلى 3,690 دولار، فستحقق نفس الربح 1,000 دولار من مركز بيع قصير.


تداول الذهب على Mitrade

اقتراح للاستثمار في الذهب

يعد تنويع المحفظة الاستثمارية من أهم العوامل التي تحفظ الاستثمارات من الخسائر الفادحة والصدمات الغير متوقعة، ووفقا لآراء كبار خبراء تحليل الذهب والاستثمار، فإن النسبة الملائمة للذهب داخل المحفظة الاستثمارية يجب ألا تقل عن 15% وذلك لكي تمكنه من امتصاص بعض أثر الصدمات المفاجئة في الأسواق، بل إن بعض مديري صناديق الاستثمار الآن صاروا يرون أن النسبة يجب ألا تقل عن 20% من قيمة المحفظة.

الخلاصة

سعر الذهب اليوم يشهد ارتفاعات كبيرة جدا تجعل من الذهب أصل استثماري جاذب جدا للمستثمرين وتوقعات أسعار الذهب متفاوتة بعض الشيء لكن هناك احتمال قوي لأن يستقر الذهب بنهاية الأشهر الثلاثة المقبلة حول مستويات 4100 دولار، ولكن للاستفادة من تحركات سعر الذهب في الوقت الراهن يجب تعلم أساليب تحليل سعر الذهب بشكل احترافي.

* الآراء الواردة في هذه المقالة تعبر عن رأي الكاتب فقط، ولا يجوز الاعتماد عليها كأساس لأي استثمار. قبل اتخاذ أي قرار استثماري، يُرجى استشارة مستشار مالي مستقل للتأكد من فهمك للمخاطر. عقود الفروقات (CFDs) هي منتجات ذات رافعة مالية، وقد تؤدي إلى خسارة رأس مالك بالكامل. هذه المنتجات غير مناسبة للجميع؛ لذا يُرجى الاستثمار بحذر. عرض التفاصيل

goTop
quote
هل تجد هذه المقالة مفيدة؟
المقالات ذات الصلة
placeholder
توقعات سعر الذهب 2025 - 2026: تحليل شامل لتوقعات سعر الذهب وفرص استثمار الذهباكتشف أحدث توقعات سعر الذهب لعام 2025 وما بعده، مع تحليل الذهب وأهم العوامل المؤثرة على الأسعار. تعرّف على استراتيجيات استثمار الذهب وأفضل الطرق لتنويع محفظتك.
المؤلف  شيماء رءوفInsights
08:38 29/09/2025
اكتشف أحدث توقعات سعر الذهب لعام 2025 وما بعده، مع تحليل الذهب وأهم العوامل المؤثرة على الأسعار. تعرّف على استراتيجيات استثمار الذهب وأفضل الطرق لتنويع محفظتك.
placeholder
توقعات سعر الذهب: XAU/USD ينخفض إلى ما دون 3650 دولارًا مع قوة الدولار الأمريكي وجني الأرباحيتداول سعر الذهب (زوج الذهب/الدولار XAU/USD) في المنطقة السلبية لليوم الثاني على التوالي بالقرب من 3640 دولار خلال الجلسة الآسيوية المبكرة يوم الجمعة. ينخفض المعدن الثمين بعد الوصول إلى أعلى مستوى قياسي في الجلسة السابقة بسبب بعض عمليات جني الأرباح وارتفاع الدولار الأمريكي (USD).
المؤلف  FXStreetFxstreet
02:23 19/09/2025
يتداول سعر الذهب (زوج الذهب/الدولار XAU/USD) في المنطقة السلبية لليوم الثاني على التوالي بالقرب من 3640 دولار خلال الجلسة الآسيوية المبكرة يوم الجمعة. ينخفض المعدن الثمين بعد الوصول إلى أعلى مستوى قياسي في الجلسة السابقة بسبب بعض عمليات جني الأرباح وارتفاع الدولار الأمريكي (USD).
placeholder
سعر الذهب في المملكة العربية السعودية اليوم: ارتفاع الذهب، وفقًا لبيانات FXStreetارتفعت أسعار الذهب في المملكة العربية السعودية يوم الجمعة، وفقًا للبيانات التي جمعتها FXStreet
المؤلف  FXStreetFxstreet
07:11 12/09/2025
ارتفعت أسعار الذهب في المملكة العربية السعودية يوم الجمعة، وفقًا للبيانات التي جمعتها FXStreet
placeholder
عاجل: الذهب يواصل ارتفاعه للأسبوع الرابع ويواجه تحدي المقاومة عند 3900 دولار شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً مستمراً خلال تعاملات يوم الجمعة، مع توقعات قوية بتخفيض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة في الأسابيع المقبلة، ما يدعم ارتفاع المعدن النفيس للأسبوع الرابع على التوالي.
المؤلف  MitradeInsights
08:26 12/09/2025
شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً مستمراً خلال تعاملات يوم الجمعة، مع توقعات قوية بتخفيض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة في الأسابيع المقبلة، ما يدعم ارتفاع المعدن النفيس للأسبوع الرابع على التوالي.
placeholder
سعر الذهب في الفلبين اليوم: ارتفاع الذهب، وفقًا لبيانات FXStreetارتفعت أسعار الذهب في الفلبين يوم الجمعة، وفقًا للبيانات التي جمعها FXStreet
المؤلف  FXStreetFxstreet
09:31 12/09/2025
ارتفعت أسعار الذهب في الفلبين يوم الجمعة، وفقًا للبيانات التي جمعها FXStreet
السعر في الوقت الفعلي
السعر في الوقت الفعلي