توقعات اليورو دولار في قلب سباق الفائدة بين واشنطن وأوروبا

المؤلف: حسين علي
تم التحديث في
coverImg
المصدر: DepositPhotos

يثبت زوج اليورو دولار أنه أكثر من مجرد مؤشر مالي متقلب، بل هو مرآة تعكس توازن القوى الاقتصادية بين الولايات المتحدة ومنطقة اليورو، ومقياس لثقة الأسواق في مستقبل الاقتصاد العالمي.

على مدار الأشهر الأخيرة، ظل زوج اليورو دولار يتحرك في نطاق ضيق، بين دعم متين قرب 1.1550 ومقاومة محورية حول 1.17، فيما كانت كل حركة صغيرة تحكمها تصريحات من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أو البنك المركزي الأوروبي، وأي تغير في بيانات التضخم أو النمو يكفي لقلب اتجاهه.

وخلال أكتوبر ونوفمبر 2025، بدأ الجدل يتصاعد في الأوساط المالية حول ما إذا كان الفيدرالي الأميركي على وشك البدء في دورة خفض للفائدة بعد عامين من التشديد النقدي، في حين بدا البنك المركزي الأوروبي أكثر ميلًا للتريث.

هذه المعادلة هي جوهر العلاقة التي تحكم زوج اليورو دولار، فمتى ما أظهر الفيدرالي تيسيرًا، تراجع الدولار قليلاً وسمح لليورو بالتنفس، ومتى عاد إلى لهجة متشددة، خسر اليورو أرضه سريعًا.

خلف الكواليس.. صراع السياسات النقدية

بينما تتهيأ الأسواق لاحتمال خفض جديد في الفائدة الأمريكية في ديسمبر 2025، يبدو أن البنك المركزي الأوروبي يسير في اتجاه أكثر تحفظًا، مع تفضيل التريث في قرارات التيسير النقدي، رغم التباطؤ الاقتصادي في منطقة اليورو.

ووفقًا لتحليل نشرته وكالة رويترز في أكتوبر 2025، أبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الثالثة على التوالي، مؤكدًا أن المستوى الحالي "مناسب في هذه المرحلة" لمواجهة التضخم الذي لا يزال قريبًا من 2.6%، أي أعلى قليلًا من المستهدف البالغ 2%.

لكن رغم ثبات القرار، لم يغلق البنك الباب أمام مزيد من التيسير في حال استمرار الضعف في النشاط الصناعي وتراجع الطلب المحلي، لا سيما في ألمانيا وفرنسا.

وتشير توقعات دويتشه بنك إلى أن أول تحرك محتمل لخفض الفائدة الأوروبية قد لا يحدث قبل منتصف 2026، بينما ترى مؤسسات أخرى مثل ING أن خفضًا محدودًا في نهاية عام 2025 يظل ممكنًا إذا انخفض التضخم بوتيرة أسرع من المتوقع.

ويُظهر هذا التباين في السياسة النقدية بين واشنطن وفرانكفورت بوضوح أحد أهم أسباب الضغط على العملة الأوروبية خلال الأشهر الأخيرة. فبينما تميل التوقعات في الولايات المتحدة إلى خفض تدريجي للفائدة لتحفيز الاقتصاد، يلتزم المركزي الأوروبي بموقف أكثر تشددًا نسبيًا، ما يقلل من جاذبية الأصول الأوروبية مقارنةً بنظيرتها الأمريكية، ويُبقي اليورو تحت ضغط أمام الدولار.

وبحسب موقع TradingEconomics، فإن فروق العائد بين السندات الأمريكية والأوروبية عند أطول آجالها لا تزال تصبّ في مصلحة الدولار، إذ تقترب الفائدة الفعلية الأمريكية من 4% مقابل نحو 3.25% في منطقة اليورو، وهو فارق يحدّ من قدرة العملة الأوروبية على التعافي المستدام ما لم يظهر تحسن واضح في مؤشرات النمو أو الإنتاج الصناعي الأوروبي.

17623937872779

قراءة البيانات: ما بين ضعف اليورو وقوة الدولار

لا يزال الاقتصاد الأمريكي يحتفظ بقدر لافت من المرونة مقارنةً بنظرائه في الاقتصادات المتقدمة، وهو ما يمنح الدولار قوة نسبية في مواجهة معظم العملات الرئيسية، فبحسب بيانات مكتب التحليل الاقتصادي (BEA)، نما الناتج المحلي الإجمالي في النصف الأول من عام 2025 بمعدل يفوق 2.1% على أساس سنوي، مدعومًا بإنفاق استهلاكي مستقر وارتفاع الطلب على السلع المعمرة، رغم استمرار تباطؤ سوق العمل وتراجع وتيرة التوظيف في قطاعات الخدمات والنقل.

ورغم أن هذا النمو جاء أضعف قليلًا من متوسط الأعوام السابقة، إلا أنه يظل كافيًا للحفاظ على زخم العملة الأميركية، خاصة في ظل تماسك التضخم فوق هدف الفيدرالي، فقد أظهرت بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم، ارتفاعًا سنويًا بلغ 2.9% في أغسطس 2025، وهي قراءة أعلى من مستهدف 2% الذي يسعى إليه البنك المركزي الأمريكي.

وتشير تحليلات نشرها موقع "Bloomberg Economics" إلى أن استمرار التضخم في هذا النطاق يدعم قوة الدولار على المدى القصير، لأن المستثمرين يفضلون الاحتفاظ بأصول مقومة بالدولار للاستفادة من العوائد الأعلى مقارنةً بنظرائهم الأوروبيين واليابانيين.

كما أن الانخفاض التدريجي في معدل البطالة إلى نحو 4%، وفق بيانات وزارة العمل الأميركية، يعزز وجهة النظر التي ترى أن الاقتصاد لم يصل بعد إلى مرحلة تبرر التيسير النقدي الكامل.

على الجانب الآخر، تبدو الصورة في أوروبا أكثر ضبابية، فقد سجلت ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، تراجعًا في الإنتاج الصناعي بواقع 0.3% خلال سبتمبر 2025، وفق أرقام صادرة عن مكتب الإحصاء الفيدرالي الألماني (Destatis)، بينما انكمشت مؤشرات مديري المشتريات (S&P Global PMI) في كل من قطاعي الصناعة والخدمات إلى ما دون مستوى 50 نقطة، وهو الحدّ الفاصل بين النمو والانكماش، لأربعة أشهر متتالية.

هذا الأداء يعبّر عن ضعف واضح في ثقة الأعمال وفتور الطلب المحلي والخارجي، لا سيما من الأسواق الآسيوية التي تمثل وجهة رئيسية للصادرات الأوروبية.

أما في فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد بالمنطقة، فمعدل البطالة ظل عالقًا قرب 7.5% في سبتمبر، بينما أظهرت بيانات المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية (INSEE) تباطؤًا في مبيعات التجزئة بنحو 0.4% على أساس شهري، ما يعكس تآكل القوة الشرائية للأسر مع ارتفاع الأسعار واستمرار معدلات الفائدة المرتفعة.

لكن رغم هذا الضعف الظاهر في المؤشرات، فإن أداء اليورو لا يُقاس بالبيانات الآنية وحدها، فكثيرًا ما تتحرك العملة الأوروبية استباقيًا بناءً على توقعات التحول في السياسة النقدية أو التغيرات في فروق العائد بين السندات الأميركية والأوروبية.

فعلى سبيل المثال، ارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل عشر سنوات إلى نحو 2.3% في أكتوبر 2025، بحسب بيانات منصة "Trading Economics"، وهو أعلى مستوى منذ ثلاثة أشهر، ما جذب بعض التدفقات الاستثمارية نحو الأصول المقومة باليورو، خاصة مع تراجع العائد على سندات الخزانة الأميركية إلى 4.1% بعد تصريحات الفيدرالي التي لمح فيها إلى استعداده لخفض الفائدة تدريجيًا خلال النصف الأول من 2026.

ويرى محللون في رويترز أن هذه الفوارق في العائد، رغم ضيقها، تخلق نافذة قصيرة الأجل يمكن أن يستفيد منها اليورو لتعويض بعض خسائره أمام الدولار، خاصة إذا واصلت الأسواق تسعير خفض الفائدة الأميركي بوتيرة أسرع من نظيرتها الأوروبية.


17623941818274


وفي هذا السياق، يوضح تقرير صحيفة فاينانشال تايمز "Financial Times" أن تحركات زوج اليورو دولار لم تعد انعكاسًا مباشرًا للفروق الاقتصادية فقط، بل أصبحت أيضًا مرآة لمزاج المستثمرين العالميين تجاه المخاطر، فعندما يتراجع الإقبال على المخاطرة، يميل المستثمرون إلى العودة للدولار كملاذ آمن، ما يضغط على اليورو حتى لو كانت البيانات الأوروبية إيجابية نسبيًا.

لذلك يمكن القول إن مشهد البيانات الحالي يعكس مفارقة كلاسيكية، فالولايات المتحدة تواجه تباطؤًا تدريجيًا دون ركود، لكنها ما زالت قادرة على إبقاء الدولار قويًا بفضل التفوق في العائد والفارق في السياسة النقدية.

أما أوروبا، فهي عالقة بين ضعف النمو والحرص على عدم الإفراط في التيسير النقدي خوفًا من عودة التضخم، ما يجعل اليورو يتحرك بحذر ضمن نطاق محدود دون محفزات قوية تدفعه لاختراق مستويات المقاومة الرئيسية.

العوامل الجيوسياسية والمالية

بعيدًا عن السياسة النقدية، يظل المشهد الجيوسياسي أحد أبرز المحركات الخفية لمسار زوج اليورو دولار، فالأحداث خارج قاعات البنوك المركزية كثيرًا ما تُعيد رسم اتجاهات السوق بشكل حاد، كما حدث خلال السنوات الثلاث الماضية.

فالحرب الروسية الأوكرانية، رغم تراجع زخمها الإعلامي، لا تزال تشكل عبئًا مستمرًا على اقتصادات أوروبا، فمع حلول خريف 2025، عادت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى الارتفاع بنسبة تقارب 12% خلال أكتوبر، وفق بيانات منصة ICE Dutch TTF Futures التي تُعد مرجعًا رئيسيًا لتسعير الغاز الأوروبي، وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بموجة برودة مبكرة قلّصت المخزونات، إلى جانب تراجع الإمدادات من النرويج التي تعرّضت منشآتها لأعمال صيانة مفاجئة.

هذا الارتفاع في أسعار الطاقة انعكس مباشرة على تكاليف التشغيل في المصانع، لا سيما في ألمانيا وإيطاليا، إذ تعتمد الصناعات الثقيلة والكيماوية بشكل كبير على الغاز، وبحسب تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية (IEA) في أكتوبر 2025، فإن ارتفاع الأسعار بهذا المعدل قد يضيف ما بين 0.3 و0.4 نقطة مئوية إلى التضخم الأوروبي بحلول نهاية العام، مما يعقّد مهمة البنك المركزي الأوروبي في تحقيق استقرار الأسعار دون خنق النشاط الاقتصادي.

وأعادت الحرب أيضًا توجيه أنماط الاستثمار في أوروبا، إذ زادت الحكومات الأوروبية إنفاقها الدفاعي بنحو 7% في المتوسط، وفق تقديرات مركز الأبحاث الاقتصادية الأوروبي ZEW، ما أدى إلى تحويل بعض الموارد من الاستثمار الإنتاجي إلى الدفاعي، وبالتالي تباطؤ وتيرة التعافي في القطاعات المدنية.

ويشير تحليل نشره موقع Bloomberg إلى أن هذه التحولات الهيكلية تضعف التنافسية الأوروبية على المدى المتوسط، وتجعل اليورو أكثر عرضة لأي موجة تشاؤم اقتصادي جديدة.

في المقابل، تقف الولايات المتحدة أمام نوع مختلف من الضغوط، مالية وسياسية في الأساس، فالعجز المالي الأميركي وملف الدين العام يشكلان مصدر قلق دائم للمستثمرين، إذ تجاوز الدين السيادي الأميركي 34 تريليون دولار في نهاية سبتمبر 2025، بحسب بيانات وزارة الخزانة الأمريكية.

لكن ورغم هذه الاضطرابات، يظل الدولار يتمتع بمكانته التاريخية كـ«ملاذ آمن»، فكلما زادت التوترات الجيوسياسية أو تصاعدت المخاطر في الأسواق الناشئة، يعود المستثمرون إلى الأصول الأميركية. هذا النمط تكرّر بوضوح عقب تصاعد التوتر في البحر الأسود في أكتوبر، حين ارتفع مؤشر الدولار بنحو 1.2% خلال أسبوع واحد، بحسب بيانات TradingView، مع تراجع اليورو إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع قرب 1.1570.

هذه المفارقة، ضعف هيكلي في أوروبا مقابل هشاشة مالية في واشنطن، تجعل مسار اليورو دولار معقدًا للغاية، فعندما تهتز ثقة الأسواق في قدرة أوروبا على تجاوز تحديات الطاقة والتصنيع، يتراجع اليورو سريعًا. 

لكن في المقابل، أي اضطراب في الأسواق الأميركية أو تصاعد في الدين الفيدرالي يعيد الطلب على العملة الأوروبية، ولو بشكل مؤقت، باعتبارها بديلًا جزئيًا عن الدولار في المحافظ الاستثمارية العالمية.

ويرى تقرير Financial Times أن هذا "التوازن المتناقض" بين الطرفين قد يستمر حتى نهاية 2025، ما لم يظهر تحوّل جوهري في أحد المحركين، سواء انفراجة طاقوية في أوروبا أو توافق مالي في واشنطن، فطالما ظلّ المشهد على حاله، سيبقى اليورو دولار عالقًا في نطاق محدود، تتحكم فيه الأخبار الطارئة أكثر من البيانات التقليدية.

17623948396666

التحليل الفني لزوج اليورو دولار

فنيًا، يتحرك اليورو دولار منذ بداية الربع الرابع في نطاق يتراوح بين 1.1550 و1.1700، فيما يشبه نطاق تجميع أفقي ينتظر محفزًا جديدًا.

وحالياً، يتحرك اليورو دولار في حالة "توقف تقنية" عند مستوى حاسم 1.1550، مع ميل طفيف نحو الهبوط طالما ظل تحت هذا المستوى، الزخم ليس كافيًا لرفع اليورو دولار بشكل حاسم دون دعم خارجي.

وستحدد دعوم زوج اليورو دولار عند 1.1367 ثم 1.1186 والمقاومات عند 1.1711 ثم 1.1913 أي اتجاه سيظهر أولًا، من المهم مراقبة اختراق واضح أو كسر للدعم لأن أحدهما قد يطلق مرحلة ذات زخم جديد.

وتتمركز المؤشرات الفنية مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) تتمركز حول مستوى 40، مما يشير إلى غياب الاتجاه القوي، أما مؤشر MACD فيظهر تقاطعًا ضعيفًا في الاتجاه الهابط، ما يوحي بأن الحركة القادمة قد تكون تصحيحية أكثر منها اندفاعية.

ومن الناحية السلوكية، بيانات لجنة تداول السلع الآجلة الأميركية (CFTC) تظهر أن مراكز المضاربة على اليورو تقلصت في أكتوبر بنسبة 12%، ما يعني أن المستثمرين باتوا أقل تفاؤلًا، وهو ما يفسر محدودية الزخم في أي محاولة صعود.

لكن في المقابل، مؤشرات الثقة الصادرة عن "Sentix" لشهر نوفمبر أظهرت تحسنًا طفيفًا في ثقة المستثمرين بمنطقة اليورو بعد أربعة أشهر من الانكماش، مما قد يشكل دعمًا معنويًا مؤقتًا للعملة.

17623952851009


176239530113

(مصدر الصورة: Tradingview)

السيناريوهات المحتملة للفائدة وتأثيرها على تحليل اليورو دولار

يستعد البنك المركزي الأوروبي لعقد اجتماعه الأخير لعام 2025 في 12 ديسمبر المقبل، وسط توقعات متباينة بشأن مستقبل أسعار الفائدة بعد عام شهد تباطؤًا اقتصاديًا واضحًا وتراجعًا تدريجيًا في معدلات التضخم داخل منطقة اليورو. 

وحتى الآن، تسعّر العقود الآجلة في بورصة يوركس (Eurex) احتمالًا يقارب 35% لخفض الفائدة في ديسمبر، مقابل 65% لاحتمال التثبيت، وتكشف بيانات EBS Market أن أحجام التداول على اليورو تراجعت بنحو 9% في أكتوبر مقارنة بمتوسط 2025، ما يعكس حالة ترقّب جماعي بانتظار وضوح المسار النقدي.

في المقابل، تُظهر تصريحات أعضاء مجلس المحافظين داخل البنك انقسامًا واضحًا بين جناح حذر يخشى من خفض مبكر قد يُضعف اليورو ويعيد إشعال التضخم، وآخر يدعو إلى التحرك لتخفيف الضغط على الاقتصادات المتعثرة في جنوب القارة.

وقالت رئيسة البنك كريستين لاغارد في مؤتمر صحفي أواخر أكتوبر إن "البيانات الأخيرة مشجعة، لكننا بحاجة إلى مزيد من اليقين قبل الحديث عن تغيير المسار النقدي"، في إشارة إلى أن قرار ديسمبر قد يكون أقرب إلى التمهيد التدريجي للخفض أكثر من التنفيذ الفوري له. 

السيناريو الأول: خفض الفائدة الأوروبية قبل الفيدرالي

إذا فاجأ المركزي الأوروبي الأسواق بخفض رمزي قدره 25 نقطة أساس في ديسمبر، بينما يؤجل الفيدرالي قراره حتى مطلع 2026، فقد يتعرّض اليورو لضغوط فورية، خاصة أن الفارق في العوائد بين السندات الأمريكية والأوروبية سيزداد اتساعًا مؤقتًا.

وتتوقع مؤسسة ING Bank في تقرير بحثي صدر في نوفمبر أن مثل هذا السيناريو قد يدفع زوج اليورو/الدولار إلى الهبوط نحو 1.14 على المدى القصير، قبل أن يعاود التعافي مع بداية 2026 حين تبدأ الأسواق بتسعير دورة تيسير كاملة في أوروبا. 

السيناريو الثاني: التثبيت مع نغمة تيسيرية

أما في حال قرر البنك تثبيت الفائدة عند 4% مع الإشارة إلى استعداد للخفض في الربع الأول من 2026، فقد يُنظر إلى ذلك كـ"تيسير لفظي" يُعطي اليورو دولار متنفسًا مؤقتًا.

ويرى محللو Deutsche Bank أن هذا السيناريو قد يرفع اليورو دولار تدريجيًا نحو 1.17 خلال الأسابيع التالية لاجتماع ديسمبر، خاصة إذا تزامن مع إشارات من الفيدرالي الأمريكي نحو تباطؤ دورة التشديد أو ضعف في بيانات سوق العمل الأمريكي. 

السيناريو الثالث: تأجيل الخفض واستمرار التشدد

لكن إذا أصرّ المركزي الأوروبي على لهجة متشددة تُبقي الفائدة دون تغيير حتى منتصف 2026، فقد يدعم ذلك اليورو دولار مؤقتًا، لكنه سيضغط في المقابل على اقتصادات الجنوب ويعمّق التباين داخل المنطقة.

ويحذر تقرير صادر عن Bloomberg Economics من أن مثل هذا القرار قد يؤدي إلى تباطؤ أعمق في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، وهو ما قد يُعيد الضغط على العملة الموحدة لاحقًا رغم دعمها اللحظي.

كيف تتداول زوج اليورو دولار؟

الطريقة التقليدية القديمة هي أن يشتري المتداول العملة التي يتوقع صعودها، شراءا فعليا ويحتفظ بها حتى ترتفع ثم يعاود بيعها من جديد، فمثلا إذا كان متداول أو مستثمر يتوقع ارتفاع سعر اليورو مقابل الدولار، فيقوم بإيداع مبلغ في البنك باليورو أو شراء سندات خزانة أوروبية. ولكن النظام الأكثر شيوعا اليوم هو أن يتم تداول أزواج العملات من خلال العقود مقابل الفروقات CFDs وهو الشكل الأكثر سهولة بالنسبة للمتداولين الأفراد.

ورغم وجود مخاطر كبيرة في تداول العقود مقابل الفروقات، فإن هناك فرص ربح مرتفعة جدا وهذا يرتبط بشكل وثيق بكفاءة وسيط التداول الذي ستقرر التداول من خلاله.

شركة Mitrade تعتبر من أبرز الخيارات الأكثر احترافية وموثوقية لتداول الفوركس من خلال العقود مقابل الفروقات. والسبب الرئيسي وراء ذلك هو كونها شركة ذات احترافية عالية سواء فيما يتعلق بحماية حسابات العملاء وضمان أمن وسلامة حساباتهم الاستثمارية، وكذلك تقديم كافة أشكال الدعم سواء المتعلق بخدمات العملاء أو الخاص بتدريب العملاء على استخدام تطبيق التداول. وتقدم الشركة لعملائها برامج تدريبية لتعلم التداول من البدايات وحتى الاحتراف، وتوفر لهم كذلك إمكانية الوصول إلى الأسعار اللحظية ومفكرة لأهم الأحداث وتنبيها بأهم الأخبار المؤثرة على تحركات السوق، وهي في مجملها أمور في غاية الأهمية بالنسبة لأي متداول يستهدف الاستفادة من توقعات تحركات زوج اليورو دولار.

الخلاصة التحليلية

في الوقت الحالي، يمكن القول إن الدولار يحتفظ بميزة نسبية بفضل الفارق في العوائد والسيولة العالية، لكنه لا يملك هيمنة مطلقة كما في العام الماضي، في المقابل، اليورو يعاني من ضعف هيكلي لكنه يجد دعمًا في التوقعات المستقبلية بتحسن تدريجي في منطقة اليورو واستقرار الأسعار.

ويتحرك زوج اليورو دولار ضمن معادلة توازن دقيقة: ضعف نسبي في أوروبا يقابله تباطؤ محتمل في أمريكا، وسياسة نقدية حذرة من الجانبين تمنع أي انفجار في الاتجاه. 

لذلك، من المرجح أن يظل نطاق 1.15-1.18 هو السائد حتى نهاية 2025، مع احتمالات محدودة لاختراقات قوية إلا إذا تغيرت اللهجة النقدية جذريًا من أحد الطرفين.

ومن وجهة نظر تحليلية بحتة، فإن السؤال الأهم ليس إلى أين سيتجه زوج اليورو دولار في الأسابيع المقبلة، بل أيّ من العملتين سيخسر أولًا ثقة الأسواق في قدرته على الصمود، فإذا بدأ الاقتصاد الأميركي يظهر علامات ركود واضحة، سيكون الدولار أول من يتراجع، أما إذا استمر ضعف النشاط الصناعي الأوروبي وتصاعدت الأزمات السياسية، فسيكون اليورو هو الخاسر الأكبر.

في النهاية، يظل اليورو دولار أكثر الأزواج متابعة في العالم، لأنه ببساطة يعكس المزاج المالي العالمي بأكمله: تفاؤل الأسواق يدعم اليورو، والخوف يعيد الدولار إلى الصدارة. وبين التفاؤل والخوف، تبقى هذه العلاقة الثنائية مسرحًا مستمرًا لتوازن القوى بين القارتين.

ملاحظة: إذا كنت ترغب في مشاركة المقال 《توقعات اليورو دولار في قلب سباق الفائدة بين واشنطن وأوروبا》، تأكد من الاحتفاظ بالرابط الأصلي. للمزيد من المعلومات، يرجى زيارة صفحة "الرؤى" أو تصفح www.mitrade.com.

* الآراء الواردة في هذه المقالة تعبر عن رأي الكاتب فقط، ولا يجوز الاعتماد عليها كأساس لأي استثمار. قبل اتخاذ أي قرار استثماري، يُرجى استشارة مستشار مالي مستقل للتأكد من فهمك للمخاطر. عقود الفروقات (CFDs) هي منتجات ذات رافعة مالية، وقد تؤدي إلى خسارة رأس مالك بالكامل. هذه المنتجات غير مناسبة للجميع؛ لذا يُرجى الاستثمار بحذر. عرض التفاصيل

goTop
quote
المقالات ذات الصلة
placeholder
ارتداد زوج يورو/دولار EUR/USD مع تعزيز رهانات خفض سعر الفائدة الفيدرالي بعد بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي PCEاستعاد زوج يورو/دولار EUR/USD عافيته يوم الجمعة مع ارتفاع ثقة المتداولين في أن الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بتخفيض أسعار الفائدة بعد صدور أحدث تقرير للتضخم في الولايات المتحدة. في وقت كتابة هذا التقرير، يتم تداول الزوج عند 1.1697 مرتفعًا بنسبة 0.27%
المؤلف  FXStreet
07:19 28/09/2025
استعاد زوج يورو/دولار EUR/USD عافيته يوم الجمعة مع ارتفاع ثقة المتداولين في أن الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بتخفيض أسعار الفائدة بعد صدور أحدث تقرير للتضخم في الولايات المتحدة. في وقت كتابة هذا التقرير، يتم تداول الزوج عند 1.1697 مرتفعًا بنسبة 0.27%
placeholder
زوج يورو/دولار EUR/USD ينخفض دون 1.1750 مع رفع لهجة باول الحذرة للدولارانخفض زوج يورو/دولار EUR/USD يوم الأربعاء بنسبة 0.66٪ حيث تعافى الدولار الأمريكي بعد خطاب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed جيروم باول يوم الثلاثاء، الذي كان حذرًا بشأن التسرع في خفض أسعار الفائدة. يتداول الزوج عند 1.1738 بعد أن سجل أعلى مستوى يومي له عند 1.1819.
المؤلف  FXStreet
02:01 25/09/2025
انخفض زوج يورو/دولار EUR/USD يوم الأربعاء بنسبة 0.66٪ حيث تعافى الدولار الأمريكي بعد خطاب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed جيروم باول يوم الثلاثاء، الذي كان حذرًا بشأن التسرع في خفض أسعار الفائدة. يتداول الزوج عند 1.1738 بعد أن سجل أعلى مستوى يومي له عند 1.1819.
placeholder
EUR/JPY ينكسر إلى ما دون 173.00 بعد خفض فيتش للتصنيف الائتماني لفرنسافقد زوج يورو/ين EUR/JPY قوته بعد جلستين من المكاسب، متداولًا حول 173.00 خلال الساعات الآسيوية يوم الاثنين
المؤلف  FXStreet
08:54 15/09/2025
فقد زوج يورو/ين EUR/JPY قوته بعد جلستين من المكاسب، متداولًا حول 173.00 خلال الساعات الآسيوية يوم الاثنين
placeholder
زوج EUR/GBP ينخفض دون 0.8650 وسط مخاوف من الأزمة السياسية في فرنسايجذب زوج يورو/جنيه إسترليني بعض البائعين بالقرب من 0.8645 خلال الجلسة الأوروبية المبكرة يوم الاثنين. تخفض مخاوف الاضطرابات السياسية في فرنسا من قيمة اليورو (EUR) مقابل الجنيه الإسترليني (GBP). سيتابع المتداولون تقرير التوظيف في المملكة المتحدة، المقرر صدوره في وقت لاحق يوم الثلاثاء.
المؤلف  FXStreet
07:25 15/09/2025
يجذب زوج يورو/جنيه إسترليني بعض البائعين بالقرب من 0.8645 خلال الجلسة الأوروبية المبكرة يوم الاثنين. تخفض مخاوف الاضطرابات السياسية في فرنسا من قيمة اليورو (EUR) مقابل الجنيه الإسترليني (GBP). سيتابع المتداولون تقرير التوظيف في المملكة المتحدة، المقرر صدوره في وقت لاحق يوم الثلاثاء.
placeholder
كوشر من البنك المركزي الأوروبي: اليورو الأقوى قد يصبح مشكلة للمصدرينفي مقابلة نُشرت في صحيفة أوبيرأوسترايشيش ناتشريختن النمساوية يوم الاثنين، قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي (ECB) مارتن كوشر إنه "في الوقت الحالي، لا أود أن أصف سعر الصرف بأنه خطر" عندما سُئل عن سعر اليورو مقابل الدولار الأمريكي.
المؤلف  FXStreet
07:24 15/09/2025
في مقابلة نُشرت في صحيفة أوبيرأوسترايشيش ناتشريختن النمساوية يوم الاثنين، قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي (ECB) مارتن كوشر إنه "في الوقت الحالي، لا أود أن أصف سعر الصرف بأنه خطر" عندما سُئل عن سعر اليورو مقابل الدولار الأمريكي.
الأسعار المباشرة
الاسم / الرمزالرسم البيانينسبة التغيير / السعر
EURUSD
EURUSD
0.00%0.00
AUDUSD
AUDUSD
0.00%0.00