الأسهم الأمريكية تترقّب قرار الفيدرالي.. هل نشهد موجة صعود جديدة؟

المؤلف: حسين علي
تم التحديث في
coverImg
المصدر: DepositPhotos

تُعتبر أسعار الأسهم الأمريكية من أبرز المؤشرات التي يستند إليها المستثمرون لفهم اتجاه الاقتصاد الأمريكي وتقدير احتمالات النمو، وفي قلب هذه المعادلة، يأتي قرار الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن سعر الفائدة، باعتباره المحرك الأساسي لمسار سوق الأسهم الأمريكية.

وتترقب الأسواق خفضٍ محتمل بمقدار 25 نقطة أساس لأسعار الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي اليوم، ورغم أن الرقم يبدو بسيطًا، إلا أن الأسواق تعتبره إشارة لمرحلة جديدة من التيسير النقدي، أي أن البنك المركزي قد يبدأ في تخفيف قبضته على السياسة النقدية بعد فترة طويلة من التشديد.

لكن تأثير هذا القرار لا يتوقف عند حجم الخفض فقط، بل يتجاوز ذلك إلى نبرة الخطاب المصاحب للقرار، وطريقة حديث رئيس البنك جيروم باول، عن المستقبل، هل يتحدث بنبرة متفائلة توحي بالمزيد من الخفض لاحقًا؟ أم بنبرة حذرة تشير إلى توقف مؤقت؟ هذه التفاصيل اللغوية الدقيقة في بيانات الفيدرالي عادةً ما تكون كفيلة بتحديد اتجاه السوق خلال الأيام التالية.

ويزداد المشهد تشويقًا لأن الاجتماع يأتي في وقتٍ حساس يتزامن مع موسم إعلان نتائج الشركات الأمريكية الكبرى، فحتى لو قرر الفيدرالي الخفض، فإن نتائج أرباح ضعيفة من الشركات التكنولوجية العملاقة مثل مايكروسوفت أو أبل قد تُبدّد أثر القرار الإيجابي على السوق.

كيف تتأثر الأسهم الأمريكية بقرارات الفيدرالي؟

ببساطة، حين يُخفّض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة، تصبح تكلفة الاقتراض على الشركات أقل، ما يعني أن الشركات يمكنها التوسّع بسهولة أكبر، وتستطيع تمويل مشاريع جديدة أو تحديث خطوط إنتاجها بتكلفة منخفضة، هذا بدوره ينعكس في صورة تفاؤل داخل السوق، فتزداد شهية المستثمرين، وترتفع أسعار الأسهم الأمريكية، والعكس بالعكس.

وبحسب يو إس بنك U.S. Bank، فإن فترات خفض الفائدة غالبًا ما تعني دعمًا واضحًا لما يُعرف بـ«أسهم النمو»، أي الشركات التي تعتمد على التوسع السريع مثل شركات التكنولوجيا، لأن انخفاض عوائد السندات يجعل الاستثمار في الأسهم الأمريكية أكثر جاذبية بالمقارنة مع الأصول الآمنة.

لكن الأمور لا تسير دائمًا بهذا الشكل البسيط، فالتأثير الإيجابي لا يرتبط فقط بالقرار نفسه، بل بالسياق العام واللهجة التي يتحدث بها الفيدرالي، فإذا جاء بيان البنك المركزي مصحوبًا بعبارات حذرة تتحدث عن مخاوف من استمرار التضخم أو تباطؤ الاقتصاد، يمكن أن تتبدّل الصورة بسرعة، وحتى مع خفض الفائدة، قد يشعر المستثمرون بالقلق ويبدؤون ببيع الأسهم الأمريكية خوفًا من تدهور الأوضاع الاقتصادية لاحقًا.

ويشير تحليل لوكالة رويترز، إلى أن الفيدرالي يتجه هذه المرة إلى اتخاذ قراراته بناءً على بيانات اقتصادية «جزئية» وغير مكتملة، بعد تعطل بعض الإحصاءات الحكومية بسبب الإغلاق الجزئي الأخير في الولايات المتحدة، وهذا يضيف مزيدًا من الغموض، لأن قرارات البنك في هذه الحالة لا تستند إلى الصورة الكاملة، مما يجعل رد فعل السوق أكثر تقلبًا وحذرًا.

في النهاية، لا يتحرك سوق الأسهم الأمريكية بناءً على سعر الفائدة وحده، بل على مزيج من توقعات السيولة وتوقعات النمو، فإذا شعر المستثمرون أن الأموال ستكون متوفرة وأن الاقتصاد يسير بخطى ثابتة، تستمر الموجة الصاعدة، أما إذا تزايدت الشكوك حول قدرة الشركات على تحقيق أرباح أو استمر التضخم في الضغط على التكاليف، فقد يفقد السوق حماسه بسرعة حتى في ظل سياسة نقدية ميسّرة.

السيناريوهات المحتملة وتأثيرها على الأسهم الأمريكية

أولاً: خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس 

يُعد هذا السيناريو الأكثر ترجيحًا بين المحللين، ويراه كثيرون بمثابة بداية دورة جديدة من التيسير النقدي بعد عامين من التشديد، فإذا قرر الاحتياطي الفيدرالي خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس (0.25%) إلى النطاق 3.75-4%، ستعتبر الأسواق الأمريكية ذلك إشارة إيجابية على أن البنك بدأ في دعم النمو مجددًا، مما ينعكس فورًا على معنويات المستثمرين.

17617308042014

(مصدر الصورة: Fed Watch (CME Group)) 

في هذا السيناريو، أسعار الأسهم الأمريكية مرشحة للارتفاع على نطاق واسع، خاصة في المؤشرات الكبرى مثل ناسداك، وإس آند بي 500، لأن هذه المؤشرات تضم عددًا كبيرًا من شركات التكنولوجيا والنمو التي تستفيد مباشرة من انخفاض تكاليف التمويل وارتفاع شهية المستثمرين للمخاطرة.

وستكون الأسهم الأمريكية الأكثر استفادة شركات مثل أبل ومايكروسوفت وإنفيديا (NVDA)، التي تعتمد على الاستثمار والابتكار طويل الأجل، إذ تُصبح توقعات أرباحها المستقبلية أكثر جاذبية عندما تنخفض معدلات الخصم أما القطاعات الدفاعية، مثل المرافق والرعاية الصحية، فغالبًا ما تبقى مستقرة دون ارتفاعات كبيرة.

لكن استمرار الصعود يتوقف على شرطين أساسيين:

1- أولاً أن تظل بيانات الاقتصاد الأمريكي قوية، مثل نمو الناتج المحلي والتوظيف

2- ثانياً أن تأتي نتائج الشركات متماشية أو أفضل من التوقعات، فأي مؤشر ضعف أو لهجة حذرة من الفيدرالي قد يوقف الزخم سريعًا، كما حدث في فترات سابقة حين تحولت موجة التفاؤل إلى تراجع مفاجئ بعد تصريحات حذرة. 


ثانيًا: تثبيت الفائدة دون تغيير  

في حال قرر الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند النطاق 4-4.25%، فقد يكون تأثير القرار أكثر حيادًا وربما سلبيًا على المدى القصير، فالمستثمرون قد يفسرون هذا الموقف على أن البنك لم يقتنع بعد بأن الاقتصاد بحاجة إلى دعم، أو أنه يخشى من عودة التضخم.

في هذا السيناريو، من المرجح أن تتراجع الأسهم الأمريكية بشكل معتدل، خاصة أسهم التكنولوجيا والنمو، لأنها تعتمد على توقعات خفض الفائدة المستقبلية لاستمرار ارتفاعها، في المقابل فإن ارتفاع عوائد السندات الأمريكية سيزيد الضغط على هذه الأسهم، إذ يفضّل بعض المستثمرين التحول نحو العوائد الثابتة.

أما المؤشرات الأكثر استقرارًا مثل داو جونز الصناعي، فقد تُظهر تراجعًا محدودًا فقط، لأن مكوناته تضم شركات كبرى مستقرة ماليًا مثل كوكاولا Coca-Cola وجونسون آند جونسون Johnson & Johnson، التي لا تعتمد كثيرًا على التمويل منخفض التكلفة.

وتشير صحيفة فايننشال تايمز (Financial Times) إلى أن تجربة ديسمبر 2024 تُظهر أن الأسواق قد تتراجع حتى بعد الخفض إذا رأت أن الفيدرالي لن يواصل التيسير بوتيرة سريعة، لذلك، إذا جاء التثبيت مصحوبًا بنبرة حذرة أو تصريحات غامضة، فمن المتوقع أن يتراجع مؤشر ناسداك بأكبر نسبة، يليه إس آند بي 500، بينما يبقى داو جونز أقل تأثرًا نسبيًا. 


ثالثًا: خفض الفائدة بمقدار أكبر أو لهجة تيسيرية قوية 

توقعت لجنة الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر 2025 خفضين إضافيين بواقع 25 نقطة أساس هذا العام، وفي حالة اختار الاحتياطي الفيدرالي خفض الفائدة بواقع 50 نقطة أساس مرة واحدة في اجتماعه 29 أكتوبر 2025، أو استخدم في بيانه لهجة تيسيرية قوية تؤكد استمرار الخفض في الاجتماعات المقبلة، فستكون ردة الفعل الأولى إيجابية جدًا، خاصة في مؤشرات التكنولوجيا والمخاطرة.

1761730857478

(مصدر الصورة: Statista) 

في هذا السيناريو، قد نشهد قفزة قوية في مؤشر ناسداك تقودها شركات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات مثل إنفيديا NVDA وإيه إم دي (AMD)، لأن المستثمرين سيرون أن خفضًا بهذا الحجم يعني تدفق سيولة ضخمة إلى السوق، كما سيرتفع مؤشر إس آند بي 500 بدوره مع استفادة قطاعات النمو والاستهلاك.

لكن هذه الموجة الصاعدة قد لا تستمر طويلاً إذا فُهم القرار على أنه رد فعل على ضعف اقتصادي حاد أو بداية أزمة نمو، في هذا السيناريو، قد يبدأ السوق في القلق من احتمال دخول الاقتصاد في ركود، فيتحول الارتفاع إلى تراجع حاد بعد فترة قصيرة، خاصةً في القطاع المالي الذي يتأثر سلبًا من انخفاض هوامش الفائدة.

ويجدر الإشارة إلى أن المستثمرين عادةً يقرأون ما بين السطور، لذلك ليست الأرقام وحدها هي ما يحدد الاتجاه، بل نبرة البيان وتصريحات رئيس الفيدرالي، فإذا أشار إلى أن الخفض جاء لدعم النمو المستقر، ستواصل الأسهم الأمريكية ارتفاعها، أما إذا ألمح إلى مخاطر اقتصادية، فسيتحول التفاؤل إلى حذر خلال أيام قليلة.

الأرباح الفصلية وتأثيرها على الأسهم الأمريكية

يتزامن قرار الفيدرالي هذه المرة مع موسم إعلان أرباح الشركات الأمريكية، وهو ما يضيف بعدًا إضافيًا للتأثير المتوقع على السوق، فإذا أعلنت الشركات الكبرى نتائج قوية تفوق التوقعات، سيحصل السوق على دفعة مزدوجة من الفيدرالي ومن الأرباح معًا، مما قد يدفع مؤشرات ناسداك وإس آند بي إلى تسجيل قمم جديدة، في هذه الحالة، سيكون اتجاه الأسهم الأمريكية صاعد مدعوم بالثقة والسيولة معًا.

أما إذا جاءت نتائج الشركات ضعيفة أو أشارت إلى تباطؤ في المبيعات، فقد ينعكس الأمر تمامًا، وحينها سيُنظر إلى خفض الفائدة على أنه علامة ضعف في الاقتصاد وليس عامل دعم، ما يؤدي إلى تراجع المؤشرات الرئيسية خاصة في القطاعات الحساسة للدورة الاقتصادية مثل الصناعة والتمويل.

ووفقًا لتحليلات شركة فان إيك VanEck، فإن أداء الأسهم الأمريكية في بيئة خفض الفائدة يعتمد بدرجة كبيرة على استقرار الأرباح، فإذا ظلت الأرباح مستقرة، تحقق الأسهم مكاسب مستمرة، أما إذا تراجعت، فلن يكون لخفض الفائدة التأثير الإيجابي المعتاد. 

كما أن القطاعات المصرفية تحديدًا قد تواجه ضغطًا على هوامشها بسبب انخفاض العائد على القروض، وهو ما يجعلها أقل استفادة من بيئة الفائدة المنخفضة مقارنة بقطاعات التكنولوجيا والاستهلاك والخدمات الرقمية، بحسب فان إيك.

هل تواصل الأسهم الأمريكية الصعود في الفترة المقبلة؟

بحسب تقرير موقع مورنينغ ستار Morning Star، ما زالت مؤشرات الأسهم الأمريكية، وعلى رأسها إس آند بي 500 وناسداك تتحرك بالقرب من أعلى مستوياتها التاريخية، مدعومة بحالة من التفاؤل بين المستثمرين، ويرى التقرير أن الأسواق استوعبت بالفعل توقعات خفض سعر الفائدة، فيما تواصل أسهم التكنولوجيا والنمو الحصول على دفعة قوية خلال هذه الفترة.

لكن هذا التفاؤل لا يخلو من الحذر؛ إذ يحذّر التقرير من أن هذا الارتفاع قد يكون هشًّا أو قصير الأجل إذا جاءت قرارات الفيدرالي أو نتائج الشركات متضاربة، أو ظهرت مؤشرات على تباطؤ في النمو الاقتصادي. 

بمعنى آخر، تحول الأسهم الأمريكية من "ارتفاع مؤقت" إلى "صعود مستدام" يحتاج إلى اجتماع ثلاثة عوامل رئيسية: أن تكون لهجة الفيدرالي تيسيرية وتشير إلى دعم النمو، وأن تُظهِر أرباح الشركات أداءً قويًا، وأن تظل البيئة الاقتصادية مستقرة من حيث التضخم وسوق العمل.

وإذا توفرت هذه الشروط معًا، فمن المرجّح أن تواصل الأسهم الأمريكية ارتفاعها لفترة معقولة، أما في حال غياب أحدها، فقد يتراجع الزخم سريعًا أو يدخل السوق في مرحلة تصحيح قصيرة.

وبالنسبة للمستثمر غير المتخصص، تبدو الصورة فرصة واعدة، لكنها ليست خالية من المخاطر، لذلك، يُنصَح بالتعامل مع الارتفاع الحالي بحذر، ومتابعة تطورات قرارات الفيدرالي ونتائج الشركات عن قرب قبل اتخاذ أي قرار استثماري.

التوقعات الفنية لمؤشرات الأسهم الأمريكية

تحليل مؤشر إس آند بي 500 (S&P500)

أغلق مؤشر إس آند بي 500 تعاملات يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 عند مستوى 6890 نقطة، وفقًا لبيانات موقع تريدينغ فيو، بعد أن لامس أعلى مستوياته على الإطلاق عند 6911 نقطة مدفوعًا بتفاؤل الأسواق حيال احتمال خفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي.

وبالنظر إلى الإطار اليومي، يتحرك المؤشر حاليًا داخل قناة صاعدة متوسطة المدى تمتد من قاع أبريل 2025 عند حدود 5000 نقطة، مع حفاظه على خط اتجاه صاعد واضح، ما يعزز النظرة الإيجابية طالما ظل فوق مستوى 6500 نقطة، الذي يمثل دعمًا محوريًا للسوق.

من الناحية الفنية، يواجه المؤشر مقاومة قوية قرب 6920 نقطة، وفي حال اختراقها بإغلاق يومي قوي مدعوم بأحجام تداول مرتفعة، قد يتجه المؤشر نحو 7200 نقطة كهدف تالي.

أما في حال فشل الاختراق وتراجع الزخم، فإن منطقة 6500- 6200 نقطة ستكون أول مستويات الدعم القوية، يليها الدعم الأهم عند 5750 نقطة.

 ويُظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) اقتراب المؤشر من منطقة التشبع الشرائي قرب 70 نقطة، ما يرجّح احتمالية تصحيح فني محدود قبل أي محاولة جديدة لاختراق المقاومة،  أما مؤشر MACD فيواصل التحرك في نطاق إيجابي فوق خط الصفر، مما يؤكد أن الاتجاه العام لا يزال صاعدًا على المدى المتوسط، مع ميل محتمل لجني أرباح مؤقت. 

17617314519537

(مصدر الصورة: Tradingview)


تحليل مؤشر داو جونز الصناعي (Dow Jones Industrial Average)

أنهى مؤشر داو جونز الصناعي تعاملات يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 عند 47706 نقطة، وفقًا لبيانات موقع تريدينغ فيو، بعد أن لامس خلال الجلسة مستوى 47943 نقطة، مسجلاً مستوى قياسي جديد، بدعم من تفاؤل الأسواق حيال اقتراب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من بدء دورة خفض الفائدة.

وعلى الإطار اليومي نجد المؤشر يتحرك داخل قناة صاعدة متوسطة المدى تمتد من يونيو 2025 قرب 44000 نقطة، مع حفاظه على خط الاتجاه الرئيسي الذي يربط القيعان الصاعدة الأخيرة. 

من الناحية الفنية، يُظهر الرسم البياني اليومي مقاومة قوية قرب 47900 نقطة، وفي حال تمكن المؤشر من الإغلاق اليومي فوق هذا المستوى مع أحجام تداول مرتفعة، فقد يفتح الطريق نحو 48500 نقطة، ثم 49300 نقطة كأهداف تالية محتملة على المدى القصير.

في المقابل، تبرز أول مناطق الدعم المهمة عند 46500 نقطة، يليها دعم ثانٍ عند 45055 نقطة، وهو مستوى يلتقي مع المتوسط المتحرك لـ100 يومًا، ما يجعله نقطة ارتداد محتملة في حال حدوث أي تصحيح فني.

بصورة عامة، يظل الاتجاه الفني لمؤشر داو جونز إيجابيًا على المدى المتوسط، مدعومًا بتوقعات تيسير السياسة النقدية وتماسك نتائج الشركات الصناعية، ومع ذلك، يُنصح المستثمرون بالحذر عند الاقتراب من منطقة 47900 نقطة، إذ تُعد هذه المنطقة اختبارًا حقيقيًا لقوة الزخم الصاعد وقدرة السوق على الاستمرار في موجة الارتفاع الحالية دون تصحيح مؤقت.


1761731481963

(مصدر الصورة: Tradingview)


تحليل مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100)

أغلق مؤشر ناسداك 100 تداولات يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 عند 26012 نقطة، وفقًا لبيانات موقع تريدينغ فيو، بعدما لامس قمة تاريخية قرب 26090 نقطة مدعومًا بمكاسب قوية في أسهم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا السحابية، وعلى رأسها إنفيديا ومايكروسوفت. 

وعلى الإطار اليومي مثل مؤشر إس آند بي 500، نجد مؤشر ناسداك 100 يتحرك داخل قناة صاعدة قوية تمتد من قاع أبريل 2025 عند حدود 18500 نقطة، مع التزام واضح بخط الاتجاه الرئيسي الصاعد، ويُظهر الرسم البياني اليومي مقاومة حاسمة عند 26100 نقطة، ما يجعلها فاصلة لتحديد قدرة المؤشر على استئناف الصعود.

  وفي حال الاختراق بإغلاق يومي قوي مدعوم بأحجام تداول مرتفعة، قد يستهدف المؤشر 27100  ثم 28300  نقطة كمستويات مقاومة تالية، أما في حال فشل الاختراق وتراجع الزخم، فإن أول خطوط الدعم تتمركز عند 24200 نقطة، يليها دعم ثانٍ عند 22900 نقطة.

 ويشير مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى اقترابه من التشبع الشرائي فوق 73 نقطة، ما قد يدفع لتصحيح فني محدود، بينما يواصل مؤشر MACD إعطاء إشارات إيجابية فوق خط الصفر، مما يؤكد أن الاتجاه العام لا يزال صاعدًا بقوة على المدى القصير إلى المتوسط، طالما لم يُكسر مستوى 22900 نقطة بإغلاق واضح.

17617314992146

(مصدر الصورة: Tradingview)

في نهاية المطاف، لا يمثل قرار الفيدرالي اليوم مجرد خطوة في السياسة النقدية، بل إشارة إلى مستوى ثقة سوق الأسهم الأمريكية في المستقبل، ومع تزايد رهانات خفض الفائدة واحتمالات بدء دورة تيسير جديدة، يظل المسار مرهونًا بقدرة السوق على ترجمة تلك التوقعات إلى نمو فعلي في الأرباح وتدفق السيولة.

وقد يفتح خفض الفائدة بواقع 25 نقطة أساس مع لهجة داعمة الباب أمام موجة ارتفاع جديدة، خاصة في الأسهم الأمريكية  في قطاعي التكنولوجيا والنمو، لكن استمرار هذا الاتجاه سيعتمد على متانة أرباح الشركات ومدى وضوح رؤية الفيدرالي تجاه التضخم والنمو.

وفي حين تُظهر مؤشرات الأسهم الأمريكية الكبرى تماسكًا فوق مستوياتها الفنية الحساسة، فإن اقترابها من مناطق مقاومة قوية يجعل أي حركة لاحقة رهينة بوضوح نبرة الفيدرالي في الاجتماعات المقبلة، وبصورة عامة، تبقى النظرة إيجابية على المدى المتوسط، لكن الزخم الحالي يحتاج دعمًا متواصلًا من البيانات الاقتصادية لتجنّب عودة التقلبات الحادة.

كيف تتداول الأسهم الأمريكية

الأسهم من الأصول الاستثمارية التي يتاح لها العديد من خيارات الاستثمار، فمثلا بإمكان المتداول أن يشتري الأسهم الأمريكية بشكل فعلي ويستفيد بتوزيعات الأرباح إلى جانب نمو سعر السهم.

 كما يوجد ما يعرف بعقود الخيارات "Options" وهي طريقة استثمارية تتيح للمتداول قصير الأجل أن يحوز حق بيع وشراء سهم لا يملكه، من خلال عقد يبرمه مع صاحب السهم، وذلك مقابل مبلغ مالي محدد يدفعه لمالك السهم، وفي هذه الطريقة يكون هدف المتداول أن يبيع هذا السهم بسعر مرتفع ثم يعيد شراؤه بسعر منخفض ويكون فارق السعر هو ربحه من هذا العقد.

وهناك طريقة أخرى من خلال تداول العقود مقابل الفروقات CFDs وهو الشكل الأكثر سهولة بالنسبة للمتداولين الأفراد. وعلى الرغم من المخاطر التي توجد في العقود مقابل الفروقات، فإن هناك فرص ربح عالية، ويعتمد جزء كبير من نجاح تداول هذه العقود على شركة التداول التي يقع اختيارك عليها.

فمثلا وسيط التداول Mitrade يعد من أفضل الخيارات الأكثر احترافية وموثوقية لتداول الأسهم من خلال العقود مقابل الفروقات. ويرجع هذا بشكل كبير إلى أنها شركة على درجة عالية من الاحترافية سواء في جانب حماية حسابات العملاء وضمان أمن وسلامة حساباتهم الاستثمارية، أو من خلال تقديم كافة الدعم سواء المتعلق بخدمات العملاء أو الخاص بتدريب العملاء على استخدام تطبيق التداول.

وتصل احترافية الشركة لأبعد من ذلك، حيث تقدم لعملائها برامج تدريبية لتعلم التداول من البدايات وحتى الاحتراف، وتوفر لهم كذلك إمكانية الوصول إلى الأسعار اللحظية ومفكرة لأهم الأحداث وتنبيها بأهم الأخبار المؤثرة على تحركات السوق، وهي في مجملها أمور في غاية الأهمية بالنسبة لأي متداول يستهدف الاستفادة من توقعات أسعار النفط.


3 خطوات بسيطة، ابدأ رحلة التداول بك
1
تسجيل
املأ معلوماتك وقدّم الطلب
2
إيداع
إيداع الأموال بسرعة عبر طرق متنوعة
3
تداول
اكتشاف فرص التداول ووضع الأمر بسرعة
bannerBg
ملاحظة: إذا كنت ترغب في مشاركة المقال 《الأسهم الأمريكية تترقّب قرار الفيدرالي.. هل نشهد موجة صعود جديدة؟》، تأكد من الاحتفاظ بالرابط الأصلي. للمزيد من المعلومات، يرجى زيارة صفحة "الرؤى" أو تصفح www.mitrade.com.

* الآراء الواردة في هذه المقالة تعبر عن رأي الكاتب فقط، ولا يجوز الاعتماد عليها كأساس لأي استثمار. قبل اتخاذ أي قرار استثماري، يُرجى استشارة مستشار مالي مستقل للتأكد من فهمك للمخاطر. عقود الفروقات (CFDs) هي منتجات ذات رافعة مالية، وقد تؤدي إلى خسارة رأس مالك بالكامل. هذه المنتجات غير مناسبة للجميع؛ لذا يُرجى الاستثمار بحذر. عرض التفاصيل

goTop
quote
المقالات ذات الصلة
placeholder
انخفاض العقود الآجلة لوول ستريت بعد ارتفاع داو جونز بسبب النتائج الإيجابية انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بشكل طفيف في المساء يوم الثلاثاء، مما يعكس تقلبات في وول ستريت، حيث ساهمت النتائج القوية لبعض الشركات الصناعية الكبرى في ارتفاع مؤشر داو جونز، بينما تراجعت أسهم التكنولوجيا، مما أثر سلباً على مؤشر ناسداك.
المؤلف  Mitrade
02:57 22/10/2025
انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بشكل طفيف في المساء يوم الثلاثاء، مما يعكس تقلبات في وول ستريت، حيث ساهمت النتائج القوية لبعض الشركات الصناعية الكبرى في ارتفاع مؤشر داو جونز، بينما تراجعت أسهم التكنولوجيا، مما أثر سلباً على مؤشر ناسداك.
placeholder
استقرار عقود الأسهم الأمريكية عقب انتعاش ملحوظ بدعم تصريحات ترامباستقرت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية مساء الاثنين، بعد جلسة تداول شهدت تعافيًا ملحوظًا للمؤشرات الرئيسية من خسائر الأسبوع الماضي العنيفة.
المؤلف  Mitrade
03:28 14/10/2025
استقرت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية مساء الاثنين، بعد جلسة تداول شهدت تعافيًا ملحوظًا للمؤشرات الرئيسية من خسائر الأسبوع الماضي العنيفة.
placeholder
مؤشر داو جونز الصناعي يختبر مستويات قياسية مرتفعة بعد خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدةقام الاحتياطي الفيدرالي (Fed) بخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة، بما يتماشى مع توقعات السوق. مع انتقال الاحتياطي الفيدرالي لإجراء أول خفض له منذ ديسمبر الماضي، يتجه المستثمرون على الفور للتركيز على عدد التخفيضات في أسعار الفائدة التي من المتوقع أن يقدمها الاحتياطي الفيدرالي خلال ما تبقى من عام 2025.
المؤلف  FXStreet
02:31 18/09/2025
قام الاحتياطي الفيدرالي (Fed) بخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة، بما يتماشى مع توقعات السوق. مع انتقال الاحتياطي الفيدرالي لإجراء أول خفض له منذ ديسمبر الماضي، يتجه المستثمرون على الفور للتركيز على عدد التخفيضات في أسعار الفائدة التي من المتوقع أن يقدمها الاحتياطي الفيدرالي خلال ما تبقى من عام 2025.
placeholder
مؤشر داو جونز الصناعي يتجاهل أخبار التجارة ليقلق بشأن الاحتياطي الفيدرالياستقر مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) بالقرب من طلباته الافتتاحية يوم الاثنين، مختبرًا المستويات بالقرب من 45860 حيث يتحرك المستثمرون بحذر قبل قرار سعر الفائدة الأخير من قبل الاحتياطي الفيدرالي (Fed) المقرر يوم الأربعاء
المؤلف  FXStreet
08:37 16/09/2025
استقر مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) بالقرب من طلباته الافتتاحية يوم الاثنين، مختبرًا المستويات بالقرب من 45860 حيث يتحرك المستثمرون بحذر قبل قرار سعر الفائدة الأخير من قبل الاحتياطي الفيدرالي (Fed) المقرر يوم الأربعاء
placeholder
فوركس اليوم: تحول التركيز نحو قرارات سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك كنداسجل مؤشر الدولار الأمريكي خسائر طفيفة يوم الثلاثاء حيث أبرزت الحركة الصعودية التي شهدتها مؤشرات وول ستريت الرئيسية أجواء إيجابية للمخاطرة في السوق.
المؤلف  FXStreet
08:19 29/10/2025
سجل مؤشر الدولار الأمريكي خسائر طفيفة يوم الثلاثاء حيث أبرزت الحركة الصعودية التي شهدتها مؤشرات وول ستريت الرئيسية أجواء إيجابية للمخاطرة في السوق.
الأسعار المباشرة
الاسم / الرمزالرسم البيانينسبة التغيير / السعر
AAPL
AAPL
0.00%0.00
NVDA
NVDA
0.00%0.00