تقترب المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية من توقيع اتفاق تاريخي جديد في مجال التكنولوجيا المتقدمة، يتيح لشركات تصنيع الرقائق الأمريكية تصدير أشباه الموصلات إلى المملكة لتشغيل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، في خطوة من شأنها تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في قطاع التقنية الفائقة.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلًا عن مصادر مطلعة، أمس أن المفاوضات بين الجانبين وصلت إلى مراحلها النهائية، ومن المتوقع الإعلان عن الاتفاق خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وتأتي هذه الخطوة امتدادًا للمباحثات التي انطلقت في مايو/أيار الماضي، عندما روج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاتفاقيات الرقائق بين شركتي إنفيديا (Nvidia) وأدفانسد مايكرو ديفايسز (AMD) من جهة، والمملكة والإمارات من جهة أخرى.
ووفقًا للتقارير، ستستخدم الرقائق الأمريكية عالية الأداء في تشغيل مراكز بيانات متقدمة مخصصة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي ضمن مشاريع وطنية طموحة ترعاها الحكومة السعودية. ويعد الاتفاق المرتقب جزءًا من رؤية المملكة لتحويل نفسها إلى مركز إقليمي رائد للتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط.
وتسعى الولايات المتحدة من خلال هذه الصفقة إلى تعزيز نفوذها في قطاع أشباه الموصلات العالمي، في ظل المنافسة المتصاعدة مع الصين، بينما ترى السعودية في التعاون مع واشنطن فرصة لنقل المعرفة والخبرة التقنية، ودعم مستهدفات رؤية 2030 التي تركز على التحول الرقمي والابتكار الصناعي.
ويمتد التعاون بين الجانبين أيضًا إلى مبادرات صندوق الاستثمارات العامة الذي أطلق في مايو 2024 شركة هيوماين (Humane) المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، بهدف تطوير بنية تحتية رقمية متكاملة تشمل مراكز بيانات ضخمة ومنصات سحابية ونماذج ذكاء اصطناعي متقدمة. وتتعاون الشركة بالفعل مع إنفيديا وأدفانسد مايكرو ديفايسز لتوفير الشرائح الإلكترونية اللازمة لتشغيل مشاريعها.
وتبني شركة هيوماين حاليًا مجمعين ضخمين يضمان 11 مركز بيانات داخل المملكة، تبلغ قدرة كل مركز نحو 200 ميغاواط، ما يعكس حجم الاستثمار المتنامي في البنية الرقمية للذكاء الاصطناعي.