وفقًا لتقرير صادر عن وزارة العمل الأمريكية (DOL) يوم الخميس، انخفض عدد المواطنين الأمريكيين الذين يقدمون طلبات جديدة للحصول على تأمين البطالة إلى 231 ألفًا للأسبوع المنتهي في 13 سبتمبر/أيلول. جاءت القراءة الأخيرة أقل من التقديرات الأولية (240 ألف) وأقل من 264 ألفًا للأسبوع السابق (الذي تم تنقيحه من 263 ألف).
بالإضافة إلى ذلك، انخفض المتوسط المتحرك لمدة أربعة أسابيع بمقدار 750، ليصل إلى 240 ألفًا من المتوسط المنقح للأسبوع السابق.
أشار التقرير إلى معدل البطالة المؤمن عليه المعدل موسمياً بنسبة 1.3٪، مع تراجع مطالبات البطالة المستمرة بمقدار 7 آلاف إلى 1.920 مليون للأسبوع المنتهي في 6 سبتمبر/أيلول.
يحافظ الدولار الأمريكي على موقف العرض دون تغيير في أعقاب الإصدار، حيث يتنقل مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) في منطقة 97.20 وسط رد فعل سريع في الفضاء المرتبط بالمخاطر والأداء المتباين في العوائد الأمريكية.
تشكّل ظروف سوق العمل عنصرًا أساسيًا في تقييم صحة الاقتصاد، وبالتالي فهي تشكّل محركًا رئيسيًا لتقييم العملة. يترتب على ارتفاع معدلات التوظيف - أو انخفاض معدلات البطالة - آثار إيجابية على الإنفاق الاستهلاكي وبالتالي على النمو الاقتصادي، مما يعزز قيمة العملة المحلية. علاوة على ذلك، فإن سوق العمل القوية للغاية ــ وهي الحالة التي يكون فيها نقص في العمال لشغل الوظائف الشاغرة ــ قد يكون لها أيضًا آثار على مستويات التضخم وبالتالي على السياسة النقدية، إذ يؤدي انخفاض المعروض من العمالة وارتفاع الطلب إلى ارتفاع الأجور.
إن وتيرة نمو الأجور في الاقتصاد تشكل أهمية بالغة بالنسبة لصناع السياسات؛ فالنمو المرتفع للأجور يعني أن الأسر تكسب مزيدًا من المال الذي يمكن إنفاقه، وهو الأمر الذي يؤدي عادة إلى ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية. وعلى النقيض من مصادر التضخم الأكثر تقلبًا مثل أسعار الطاقة، يُنظر إلى نمو الأجور باعتباره عنصرًا رئيسيًا في التضخم الأساسي والمستمر؛ إذ من غير المرجح أن يتم التراجع عن قرارات زيادات الأجور. وتولي البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم اهتمامًا وثيقًا لبيانات نمو الأجور عند اتخاذ القرارات بشأن السياسة النقدية.
إن الوزن الذي يعطيه كل بنك مركزي لظروف سوق العمل يعتمد على أهدافه. فبعض البنوك المركزية لديها تفويضات صريحة تتعلق بسوق العمل تتجاوز مهمتها السيطرة على مستويات التضخم. على سبيل المثال، يتمتع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتفويض مزدوج يتمثل في تعزيز أقصى قدر من تشغيل العمالة وتحقيق استقرار الأسعار. وفي الوقت نفسه، فإن التفويض الوحيد للبنك المركزي الأوروبي هو إبقاء التضخم تحت السيطرة. مع ذلك، وعلى الرغم من أي تفويضات لديه، فإن ظروف سوق العمل تشكل عاملاً مهمًا لصناع السياسات نظرًا لأهميتها كمقياس لصحة الاقتصاد وعلاقتها المباشرة بالتضخم.