رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد السعودي خلال عامي 2025 و2026 إلى 4%، مقابل 3% و3.9% في تقديراته السابقة، في ثاني تعديل إيجابي على التوالي خلال ثلاثة أشهر، مدفوعًا بتخفيف قيود إنتاج النفط بوتيرة أسرع من المتوقع واستمرار التوسع في الأنشطة غير النفطية.
وقال الصندوق في تقريره المحدث عن آفاق الاقتصاد العالمي لشهر أكتوبر/تشرين الأول 2025، إن التخفيف التدريجي لتخفيضات إنتاج النفط ضمن تحالف أوبك+ ساهم في دعم الإيرادات الحكومية وتعزيز النشاط الاقتصادي، مشيرًا إلى أن السعودية، كأكبر مصدر للنفط في العالم، تقود مرحلة التوازن الجديدة في سوق الطاقة.
وأضاف التقرير أن النمو المتوقع في المملكة يفوق متوسط التوسع الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، الذي من المتوقع أن يبلغ 3.5% في 2025 و3.8% في 2026، بدعم من أداء الاقتصادات الخليجية المصدرة للطاقة وعلى رأسها السعودية.
عزز رفع صندوق النقد لتقديراته لأسعار النفط العالمية النظرة الإيجابية لأداء الاقتصاد السعودي، إذ رفع متوسط السعر المتوقع لعام 2025 إلى 68.9 دولارًا للبرميل، مقابل 68.2 دولارًا في تقديرات يوليو/تموز، فيما ارتفع تقدير 2026 إلى 65.8 دولارًا.
ويرى الصندوق أن ارتفاع الإيرادات النفطية، إلى جانب مرونة السياسة المالية وانضباط إدارة الإنفاق العام، سيسهم في تقليص العجز المالي والحفاظ على قوة المركز المالي للمملكة.
وفي هذا السياق، أشادت كريستالينا غورغييفا، مديرة صندوق النقد الدولي، بإدارة السعودية لسياسات الإنفاق ومراجعة خطط المشاريع الكبرى، مؤكدة أن "الأسواق تكافئ الدول التي تلتزم بالانضباط المالي وتحافظ على الشفافية"، مشيرة إلى أن المملكة أظهرت قدرة عالية على التكيّف مع المتغيرات العالمية، وفقًا للشرق.
ورغم أن توقعات الصندوق جاءت أقل قليلًا من تقديرات وزارة المالية السعودية التي تتوقع نموًا بنحو 4.4% في 2025 و4.6% في 2026، فإن كلا الطرفين يتفقان على أن الأنشطة غير النفطية أصبحت المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي.
فقد نما الناتج المحلي غير النفطي بنسبة 4.8% خلال النصف الأول من 2025، لترتفع مساهمته في الاقتصاد إلى 55.6%، بدعم من مشاريع البنية التحتية والتحول الوطني وزيادة الاستثمارات الخاصة والعامة.
على الصعيد العالمي، يتوقع صندوق النقد أن يتباطأ النمو من 3.3% في 2024 إلى 3.2% في 2025، مع بقاء معدلات التضخم في مسار هبوطي متفاوت عبر الاقتصادات الكبرى.