يقوم الدولار الأمريكي بتقليص بعض الخسائر خلال جلسة التداول الأوروبية يوم الأربعاء حيث تتلاشى تأثيرات إغلاق الحكومة الأمريكية. لقد ارتفع زوج الدولار الأمريكي/الفرنك السويسري من أدنى مستويات الجلسة عند 0.7930، ليعود إلى 0.7960، على الرغم من أنه لا يزال بعيداً نسبياً عن أعلى مستوياته الأسبوع الماضي فوق 0.8000.
كان المستثمرون يبيعون الدولار الأمريكي عبر السوق هذا الأسبوع، حيث استعد السوق لإغلاق الحكومة الفيدرالية الأمريكية الذي حدث أخيراً يوم الأربعاء. أدت الاختلافات بين الديمقراطيين والجمهوريين حول تمويل الحكومة إلى أول إغلاق حكومي منذ 7 سنوات، وتهدد بتأخير إصدار تقرير الوظائف غير الزراعية الرئيسي يوم الجمعة.
على الصعيد الكلي، زادت فرص العمل JOLTS في الولايات المتحدة بشكل معتدل في أغسطس، لكن معدل التوظيف المنخفض يبقي مخاوف المستثمرين بشأن تباطؤ سوق العمل قائمة، ويغذي الآمال بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيضطر إلى خفض الأسعار مرة أخرى في وقت لاحق من هذا الشهر.
التركيز اليوم هو على تقرير التوظيف ADP في الولايات المتحدة، والذي، باستثناء الاستثناءات، من غير المحتمل أن يغير هذه النظرة. من المتوقع أن يكون الاقتصاد الأمريكي قد خلق 50 ألف وظيفة في سبتمبر، وهو أقل من 54 ألف وظيفة التي تم تسجيلها في أغسطس وأقل بكثير من متوسط الأرقام في العام الماضي.
في سويسرا، أكد رئيس البنك الوطني السويسري، مارتن شليجل، أن التضخم من المتوقع أن يرتفع قليلاً في الأرباع القادمة، بينما يشير الاقتصاد إلى نمو معتدل. هذا يعزز رغبة البنك في الحفاظ على أسعار الفائدة دون تغيير في المستقبل المنظور، ويوفر بعض الدعم للفرنك السويسري.
تشكّل ظروف سوق العمل عنصرًا أساسيًا في تقييم صحة الاقتصاد، وبالتالي فهي تشكّل محركًا رئيسيًا لتقييم العملة. يترتب على ارتفاع معدلات التوظيف - أو انخفاض معدلات البطالة - آثار إيجابية على الإنفاق الاستهلاكي وبالتالي على النمو الاقتصادي، مما يعزز قيمة العملة المحلية. علاوة على ذلك، فإن سوق العمل القوية للغاية ــ وهي الحالة التي يكون فيها نقص في العمال لشغل الوظائف الشاغرة ــ قد يكون لها أيضًا آثار على مستويات التضخم وبالتالي على السياسة النقدية، إذ يؤدي انخفاض المعروض من العمالة وارتفاع الطلب إلى ارتفاع الأجور.
إن وتيرة نمو الأجور في الاقتصاد تشكل أهمية بالغة بالنسبة لصناع السياسات؛ فالنمو المرتفع للأجور يعني أن الأسر تكسب مزيدًا من المال الذي يمكن إنفاقه، وهو الأمر الذي يؤدي عادة إلى ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية. وعلى النقيض من مصادر التضخم الأكثر تقلبًا مثل أسعار الطاقة، يُنظر إلى نمو الأجور باعتباره عنصرًا رئيسيًا في التضخم الأساسي والمستمر؛ إذ من غير المرجح أن يتم التراجع عن قرارات زيادات الأجور. وتولي البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم اهتمامًا وثيقًا لبيانات نمو الأجور عند اتخاذ القرارات بشأن السياسة النقدية.
إن الوزن الذي يعطيه كل بنك مركزي لظروف سوق العمل يعتمد على أهدافه. فبعض البنوك المركزية لديها تفويضات صريحة تتعلق بسوق العمل تتجاوز مهمتها السيطرة على مستويات التضخم. على سبيل المثال، يتمتع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتفويض مزدوج يتمثل في تعزيز أقصى قدر من تشغيل العمالة وتحقيق استقرار الأسعار. وفي الوقت نفسه، فإن التفويض الوحيد للبنك المركزي الأوروبي هو إبقاء التضخم تحت السيطرة. مع ذلك، وعلى الرغم من أي تفويضات لديه، فإن ظروف سوق العمل تشكل عاملاً مهمًا لصناع السياسات نظرًا لأهميتها كمقياس لصحة الاقتصاد وعلاقتها المباشرة بالتضخم.